هل يحلو الغزل بغير لميس رضي الله عنها
--------------------------------------------------------------------------------
تصاعدت ردود الفعل الغاضبة من مجموعة قصائد نشرت على مواقع إلكترونية لشاعر سعودي يدعى "عبد الحكيم العوفي" من سكان المدينة المنورة، يتغزل فيها ببطلة المسلسل التركي سنوات الضياع، حيث شبه الشاعر حبيبته "لميس" بالكعبة المشرفة!.
وحملت هذه القصائد عنوان "هل يحلو الغزل بغير لميس رضي الله عنها" (لميسيات) وفقاً لما نقلته وكالة أنباء الشعر العربي.
وعبر عدد من رجال الدين عن استياءهم من هذه القصائد كونها تحمل تجاوزات دينية في الوصف والتشبيه، والإساءة للعلماء داخل السعودية في قوله
إذا جاءت لميسٌ يا صديقي
تبعثرت الضمائر والقبور
وأمطرتِ السماء بلا انقطاعٍ
مبشرةً وغردتِ الطيورُ
لميسٌ كعبةٌ نأوي إليها
وحول ؟؟؟؟ دومًا ندورُ
ففي أحضانها بلدٌ أمينٌ
وفي ألحاظها سحرٌ ونورُ
وفي أنفاسها طيبٌ وعطرُ
إضافةً إلى تعرضه للشيخ "الفوزان" في إحدى قصائده بقوله:
لو الفوزان أبصرها .. وأبصر ؟؟؟ عاري
لصح كأنه طفل.. بمسجده وبالدار
وباع الدين والدنيا .. وراح لكل سحار
وأيضا في ربط موتها بالشهادة :
إنْ تكنْ ترْجو مماتي إنّني
لا أرى الموتَ لها غيرَ شهادةْ
سوف أفْديها وأفْدي ؟؟؟
فهْوَ ممّنْ يسْتحقّون العبادةْ
وقوله :
إنْ أتتْ نحْوي تراني ساجداً
ونساء العُرب قبْلي ساجداتْ
وفي قصيدةٍ أخرى من نفس المجموعة استخدم الشاعر ألفاظًا قرآنية كقوله:
لميسٌ دوحةٌ خضراءُ باتتْ
كجنّاتٍ تسرُّ الناظرينا
وفي قصيدةٍ ساخرة أخرى يقول الشاعر عبد الحكيم العوفي:
تلاحقني لميسٌ في منامي .. ونقْضي الليلَ غرقى في الغرامِ
وأسْرقُ قُبْلةً منها وأمْضي .. فتضْحكُ وهْي قائلةٌ: حرامي
فشعّ النورُ ثم سمعتُ أمّي .. تقولُ تقولُ: هيّا للدّوامِ !!
لميسُ تهيمُ بيحيى أو بتيمٍ .. فما لك يا حكيمُ بها تهيمُ
كأني باللميسِ إذا رأتك .. تخافُ تقولُ ذا وحش ٌرجيمُ
فلا الوجهُ المليحُ ولا القوامُ .. ولا صوتٌ يهدهدها رخيمُ
وتفزع إن تراءتْ في المنامِ .. شواربُك العجيبة يا حكيمُ
تقول ليحيى بربك قم فحلّق .. ليبقى حبنا حبٌ حميمُ
وعن صحة نسبة هذه الأبيات له، قال الشاعر "العوفي"
بأنه صاحب هذه الأبيات والقصائد فعلاً, مؤكداً أنه قام بنشرها عبر أكثر من موقع الكتروني.
من جانبه، قال الشيخ "محمد النجيمي" عضو مجمع الفقه الإسلامي، حول حكم كتابة مثل هذه القصائد، بعد عرض نماذج من أبيات "العوفي":
إن على الشاعر أن يكون مؤدباً وملتزماً بالشريعة الإسلامية وإن المبالغات والمغالاة التي في القصائد أمر محرم شرعاً وكبيرة وتمس العقيدة الإسلامية في الصميم، وإن على الشاعر ألا يصف المرأة بالكعبة أو المسجد أو السجود لها ونحو ذلك من الأوصاف المحرمة شرعاً, وأن من يثبت عليه ذلك لابد من تعزيره وأن تطاردهم الجهات المختصة ليؤدبوا ويعودوا لطريق الحق والصلاح
ووجه "النجيمي" رسالة لكل الشعراء بأن عليهم أن يقدروا رسالة الشعر التي تلامس العقول والقلوب، وأن يكونوا سائرين على السنة والشريعة الإسلامية، وأن يبتعدوا عن المبالغات غير المحببة، وأن يتقوا الله في قصائدهم.
وبعد أن أحدثت قصيدته دوياً على عدة أصعدة، أكد الشاعر "عبد الحكيم العوفي"
إن قصيدته عن بطلة مسلسل "سنوات الضياع"، التي شبَّه "لميس" من خلالها بالكعبة التي يطوف حولها الناس كانت لغرض الفكاهة، وإثارة لموضوع لميس من زاوية أخرى.
وصرح "العوفي" للعربية نت قائلاً: لا أعتقد أن هناك مَن سيقتنع أن هذا الشعر الفكاهي الذي لا يكلف جلسةً على "الكيبورد" يستحق كاتبه أن يرفع عليه دعاوى في المحاكم أو أن يطارد ويجرَّم، لأنه شعر لا يعبِّر عن الكاتب،
فالشعراء يقولون ما لا يفعلون.
وعبَّر "العوفي" عن إعجابه بالشيخ "النجيمي"، قائلاً: إنه من أشد المعجبين به، ومن أكثر المتابعين له، هو صاحب حجة وبرهان، وعالم وسطي يحق لنا أن نفخر به وبما يمتلكه من علم ديني ودنيوي، وحرصه الدائم على الدفاع عن الإسلام وأهله، والشيخ "النجيمي" حقيقةً لم يشن هجومًا على شخصي، وإنما قدّم لي ولبقية الشعراء نصائح وعظية، وذكرنا بحرمة ذلك، فامتثلنا لقوله ونصيحته، فاستغفرنا الله من كل ذنب وخطيئة.
يشار إلى أن عدد كبير من القراء طالبوا بمقاضاة هذا الشاعر وإحالته للشرع لينال جزاؤه بعد تطاوله على مقدسات المسلمين وعلماؤهم وتجرؤه على هذه التجاوزات .
بينما طالب عدد آخر من كاتب القصيدة التوبة إلى الله مؤكدين بأنه لايخرج عن حالتين :
اما كونه باحث عن الشهرة على حساب دينه ومعتقده .
أو في حالة سكر أو مريض نفسي .أستغفر الله ..
لا حول ولا قوة إلا بالله ..